الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7813 - ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها: إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر (طب) عن جندب البجلي. (ح)

التالي السابق


(ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها: إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر) يعني أن ما أضمره يظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه ، وقد أخبر الله في التنزيل بأن ذلك قد يظهر في الوجه فقال ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول وظهور ما في الباطن على اللسان أعظم من ظهوره في الوجه ، لكنه يبدو في الوجه بدوا خفيا ، فإذا صار [ ص: 420 ] خلقا ظهر لأهل الفراسة والنهى

[تنبيه] قال التوربشتي : من صحب أحدا من أكابر الصوفية وفي قلبه حب شيء من الدنيا ظهر على وجهه وثقل على قلبه ، قال الشاذلي : خدمني رجل فثقل علي ، فباسطته يوما فانبسط ، فقلت: لم صحبتني ؟ قال: لتعلمني الكيمياء ، قال: والله أعلمكها إن كنت قابلا ، ولا أراك قابلا ، قال: بل أقبل ، قلت: أسقط الخلق من قلبك ، واقطع الطمع من ربك أن يعطيك غير ما قسم لك ، قال: ما أضيق هذا ، قال: ألم أقل لك أنك لا تقبل ؟ فانصرف

(تنبيه آخر) قال أبو حيان في شرح التسهيل: قولهم: الناس مجزيون بأعمالهم: إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، والمرء مقتول بما قتل به: إن سيفا فسيف ، وانتصاب "خيرا" و "شرا" و "سيفا" على تقدير: إن كان العمل خيرا أو شرا ، وإن كان المقتول به سيفا أو خنجرا ، ويجوز رفعهما على أنهما اسم كان ، أي إن كان في أعمالهم خير وإن كان في أعمالهم شر وإن كان معه سيف أو كان معه خنجر ، ويجوز الرفع على أنه فاعل لــ "كان" التامة

(طب) وكذا في الأوسط (عن جندب ) بن سفيان (البجلي) العلقمي ، نزيل البصرة والكوفة ، جليل مشهور ، رمز المصنف لحسنه ، وليس ذا منه بصواب ، فقد قال الهيثمي وغيره: فيه حامد بن آدم وهو كذاب.



الخدمات العلمية