الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7477 - لو كان لابن آدم واد من نخل لتمنى مثله ، ثم تمنى مثله ، حتى يتمنى أودية ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب (حم حب) عن جابر . (صح)

التالي السابق


(لو كان لابن آدم واد من نخل لتمنى مثله ، ثم تمنى مثله ، ثم تمنى مثله ، حتى يتمنى أودية) إشارة إلى أنه سبحانه إنما أنزل المال ليستعان به على إقامة حقوقه لا للتلذذ والتمتع كما تأكل الأنعام ، فإذا خرج المال عن هذا المقصود فات الغرض والحكمة التي أنزل لأجلها ، وكان التراب أولى به ، فرجع هو والجوف الذي امتلأ بمحبته وجمعه إلى التراب الذي هو أصله ، فلم ينتفع به صاحبه ، ولا انتفع به الجوف الذي امتلأ به ، لما خلق له من الإيمان والعلم والحكمة ، فإنه خلق لأن يكون وعاء لمعرفة ربه والإيمان ومحبته وذكره ، وأنزل له من المال ما يعينه ، فعطل جوفه عما خلق له ، [ ص: 328 ] وملأه بحب المال وجمعه ، ومع ذلك فلم يمتلئ ، بل ازداد فقرا وحرصا ، إلى أن امتلأ بالتراب الذي خلق منه ، فرجع إلى مادته الترابية ، ولم يتكل بنيله ما خلق لأجله من العلم والإيمان ، وأصل ذلك طول الأمل ، وإذا رسخ الأمل في النفس ، قوي الحرص على بلوغ ذلك ، وطول الأمل غرور وخداع ، إذ لا ساعة من ساعات العمر إلا ويمكن فيها انقضاء الأجل ، فلا معنى لطول الأمل المورث قسوة القلب وتسليط الشيطان ، وربما جر إلى الطغيان فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى

(حم حب) وكذا أبو يعلى والبزار (عن جابر) بن عبد الله، قال الهيثمي : رجال أبي يعلى والبزار رجال الصحيح .



الخدمات العلمية