الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7820 - ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله فيها مائة مرة (طب) عن أبي موسى . (ح)

التالي السابق


(ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله) أي طلبت منه المغفرة (فيها مائة مرة) لاشتغاله بدعوة أمته ، ومحاربة عدوه ، وتألف المؤلفة ، مع معاشرة الأزواج والأكل والشرب والنوم ، بما يحجزه عن عظيم مقامه ، ويراه ذنبا بالنسبة لعلي أمره ، أو كان ذلك تعليما لأمته

[تنبيه] قال بعضهم: ليس للمظلوم دواء أنفع له من الاستغفار ، لأن غالب عقوبات غير الأنبياء وكل ورثتهم إنما هي من أثر غضب الحق وإن لم يشعر بسببه ، وليس لمن أغضب ربه دواء كالاستغفار ، فإذا أكثر منه إلى الحد الذي يطغى على الغضب الإلهي العارض له ذهبت العقوبة لوقتها ، قال بعض الأكابر: وقد علمت هذا لكثير من أهل الحبوس وقلت: اجعلوا وردكم الاستغفار ليلا ونهارا ، فأسرع خروجهم ، وعدم رؤية العبد لذنبه بنحو قوله: حبست ظلما تطيل حبسه ، ولا يخفى أن عقوبة أهل الله أشد من عقوبة غيرهم ، بل ربما كان غير أهل الله لا يعدون ما يقع به أهل الله ذنبا بالكلية ، والقاعدة أن كل من عظمت مرتبته عظمت صغيرته ، فربما يتناول أحدهم شهوة مباحة مرة واحدة فتقطع يده ، وربما يسرق غيره نصابا أو أكثر فلا تقطع يده ، وحسنات الأبرار سيئات المقربين

(طب عن أبي موسى) الأشعري، رمز لحسنه ، وفيه أبو داود مغيرة الكندي ، قال في الميزان: قال البخاري : يخالف في حديثه ، وأورد له هذا الخبر.



الخدمات العلمية