الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8159 - -مثل ابن آدم وإلى جنبه تسعة وتسعون منية إن أخطأته المنايا وقع في الهرم حتى يموت الضياء ) عن عبد الله بن الشخير .

التالي السابق


(مثل ابن آدم ) بضم الميم وشد الثاء أي: صور ابن آدم (إلى جنبه) في الكلام حذف تقديره مثل الذي إلى جنبه، وفي رواية وإلى جنبه بالواو وهو حال (تسعة وتسعون منية) أي: موتا يعني أن أصل خلقه الإنسان شأنه أن لا تفارقه البلايا والمصائب كما قيل البرايا أهداف المنايا؛ كذا قرره بعضهم، وقال القاضي : قوله مثل ابن آدم مبتدأ خبره الجملة التي بعده أو الظرف وتسعة وتسعون مرتفع به أي: حال ابن آدم أن تسعة وتسعين منية متوجهة نحوه منتهية إلى جانبه قال: وقيل: خبره محذوف وتقديره: مثل الذي يكون إلى جنبه تسعة وتسعون منية ولعل الحذف من بعض الرواة. اهـ. (إن أخطأته) تلك (المنايا) على الندرة جمع منية وهي الموت لأنها مقدرة بوقت مخصوص من المنى وهو التقدير لأن الموت مقدر والمراد هنا ما يؤدي إليه من أسبابه وسمى كل بلية من البلايا منية لأنها طلائعها ومقدماتها (وقع في الهرم حتى يموت) يعني: أدركه الداء الذي لا دواء له بل يستمر إلى الموت وذكر العدد المخصص على منهج الفرض والتمثيل فليس المراد التحديد بل التكثير (ت) في القدر وفي الزهد ( والضياء ) المقدسي (عن عبد الله بن الشخير ) قال الترمذي : حسن لا يعرف إلا من هذا الوجه .




الخدمات العلمية