الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - قلنا : فائدته : التوسعة ، وتيسير النظم والنثر للروي أو الوزن [ و ] تيسير التجنيس والمطابقة .

            [ ص: 177 ]

            التالي السابق


            ش - تقرير الجواب أن يقال : لا نسلم الملازمة . قوله : لأن الغرض من الوضع تحصيل الفائدة بالمراد عند سماع اللفظ .

            قلنا : لا نسلم أن الفائدة منحصرة فيما ذكرتم ; فإن لوضع اللفظ فوائد : منها : التوسعة ، وهي تكثير الطرق الموصلة إلى الغرض ليتمكن من تأدية المقصود بإحدى العبارتين عند نسيان الأخرى .

            ومنها : تيسير النظم لأنه قد يمتنع وزن البيت وقافيته مع بعض أسماء الشيء ، ويصح مع اسم آخر بسبب موافقته للروي والزنة . وكذا تيسير النثر .

            والروي : حرف القافية الذي يبتنى عليه القصيدة ، كاللام في قول امرئ القيس :

            قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

            [ ص: 178 ] والقافية هي : آخر كلمة في البيت ، نحو " منزل " في المثال المذكور . ومنها : تيسير التجنيس . وهو : تشابه الكلمتين في اللفظ ، نحو : رحبة ، رحبة ، وجبة البرد ، جنة البرد ، بأن يحصل التجنيس بأحد اللفظين دون الآخر .

            وتيسير المطابقة ، وهي : الجمع بين المتضادين ، كقوله تعالى : ( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ) وقوله عز وعلا : ( تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ) .

            ولا مدخل في تيسير المطابقة بهذا المعنى للترادف إلا أن يفسر المطابقة بالجمع بين الضدين بحيث يكون أحدهما موازنا للآخر كقول بعضهم :

            فلا الجود يفني المال والجد مقبل ولا البخل يبقي المال والجد مدبر

            فحينئذ يكون له مدخل في تيسيرها .




            الخدمات العلمية