الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - قولهم : باقية والزيادات شروط . رد بأنه في الصلاة ، وهو غير داع ولا متبع .

            التالي السابق


            ش - هذا إيراد للمانعين من وقوع الحقائق الشرعية ، أو رده مناقضة للدليل المذكور مع الجواب عنه .

            وقوله : " قولهم " مبتدأ ، وقوله : " رد " خبره . وتقرير الإيراد أن يقال : لا نسلم أن هذه الألفاظ وضعت في الشرع لهذه المعاني ، بل هذه الألفاظ باقية على الحقائق اللغوية عند استعمالها في المعاني الشرعية .

            والزيادات الحاصلة في المعاني الشرعية شروط زيدت على المفهومات [ ص: 219 ] اللغوية ، لا باعتبار أن يكون الألفاظ موضوعة لها ، دالة عليها ، بل لأن وقوع المفهومات اللغوية على الوجه المطلوب شرعا ، لا يحصل بدون هذه الزيادات . فإن الصلاة مثلا وضعت في اللغة للدعاء ، واستعملت في الشرع للدعاء أيضا .

            إلا أن وقوع الدعاء على الوجه المطلوب شرعا إنما يحصل إذا زيد عليه هذه الشروط ، فلا يكون حقائق شرعية .

            وتقرير الجواب أن يقال : لو كانت هذه الألفاظ في الشرع مستعملة في مفهوماتها اللغوية ، لما استعملت في صورة لم تتحقق المفهومات اللغوية فيها . والتالي باطل . فالمقدم مثله .

            أما الملازمة فظاهرة . وأما انتفاء التالي ، فإن الصلاة في اللغة ، إما الدعاء أو الاتباع وقد استعمل في الشرع فيما لا يوجد فيه شيء منهما . وذلك لأنها استعملت في صلاة الأخرس المنفرد ، وهو غير داع ولا متبع .




            الخدمات العلمية