الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - والحق أن المجاز في المفرد ، ولا مجاز في [ التركيب ] . وقول عبد القاهر الجرجاني في نحو " أحياني اكتحالي بطلعتك " : إن المجاز في الإسناد ، بعيد : لاتحاد جهته .

            التالي السابق


            ش - بيان ذلك أن المجاز يقع في مفردات المركب ، لا في التركيب . وحينئذ لا يخلو من أن يكون المراد من قول النافي : " لو كان مستلزما للحقيقة " لكان لنحو : " قامت الحرب على ساق ) و " شابت لمة الليل " حقيقة : أنه لا بد لمفرداتها من حقيقة أو [ التركيب ] .

            فإن كان الأول فمسلم ، ولكن لا يلزم انتفاء التالي ; لأن لمفرداتها حقائق ; إذ " القيام " وضع أولا للهيئة المخصوصة الصادرة عن الفاعل المختار ، و " اللمة " وضعت للشعر المجاوز لشحمة الأذن ، و " الشيب " لبياض الشعر ، فهي مستعملة فيما وضعت له أولا ، فتكون حقائق .

            وإن كان الثاني فلا نسلم الملازمة . وإنما يلزم لو كان المجاز واقعا في التركيب ، وهو ممنوع .

            [ ص: 205 ] وقول عبد القاهر الجرجاني : أن المجاز في نحو " أحياني اكتحالي بطلعتك " واقع في الإسناد ، بعيد الصواب ; لأن المجاز في الإسناد إنما يتصور إذا كان للإسناد جهتان ، إحداهما جهة الحقيقة ، والأخرى جهة المجاز ، كالأسد ، فإن له جهتين ، إحداهما جهة الحقيقة ، وهي عند استعماله في الحيوان المفترس ، والأخرى جهة المجاز ، وهي عند استعماله في الرجل الشجاع .

            والإسناد في نحو هذا التركيب لم يتصور له جهتان ، إحداهما جهة الحقيقة ، والأخرى جهة المجاز . وذلك لأنه لم يوضع نحو هذا التركيب أولا لمعنى ، ثم نقل إلى الثاني لمناسبة .




            الخدمات العلمية