الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 4965 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو جعفر الرزاز ، حدثنا علي بن إبراهيم الواسطي ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا زياد بن الجصاص ، حدثنا الحسن ، قال : لما أحس جندب بقدوم علي رضي الله عنه ، خرج راجعا إلى المدينة ، وتبعه بنو عدي ، ففعلوا يقولون : يا أبا عبد الله أوصنا رحمك الله ، فقال : " اتقوا الله ، واقرؤوا القرآن ، فإنه نور الليل المظلم ، وهدى النهار ، على ما كان من جهد فاقة ، فإذا عرض البلاء ، فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم ، فإذا نزل البلاء فاجعلوا أنفسكم دون دينكم ، واعلموا أن الخائب من خاب دينه ، والهالك من هلك دينه ، ألا لا فقر بعد الجنة ، ولا غنى بعد النار ، لأن النار لا يفك أسيرها ، ولا يبرأ ضريرها ، ولا يطفأ حريقها ، وإنه ليحال بين الجنة ، وبين المسلم ، بملء كف دم أصابه من دم أخيه المسلم ، كلما ذهب يدخل من باب من أبوابها ، وجدها يرد عنها ، واعلموا أن الآدمي إذا مات فدفن ، لأنتن أوله من بطنه ، فلا تجعلوا مع النتن خبثا ، اتقوا الله في الأموال والدماء ، واجتنبوها ثم سلم وركب .

[ ص: 260 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية