الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
(39) التاسع والثلاثون من شعب الإيمان " وهو باب في المطاعم والمشارب ، وما يجب التورع عنه منها "

قال الله عز وجل : ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق ) .

وقال : ( قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به ) .

وقال : ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) .

وقال : ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) .

فأثبت فيهما الإثم ، ثم قال في آية أخرى : ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق ) .

فحرم الإثم أيضا نصا ، ويقال : إن الإثم من أسماء الخمر وينشد :


شربت الإثم حتى ضل عقلي كذاك الإثم يذهب بالعقول

ويقال : إنه هو المراد بهذه الآية فأثبت ذلك ، وإلا فالآية عامة لكل إثم .

قال : وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ما .

[ ص: 392 ] [ 5178 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأسدي ، بهمدان ، حدثنا إبراهيم [ بن الحسين بن ديزيل ، حدثنا آدم ] بن أبي إياس ، حدثنا شعبة ، عن الأعمش ، عن ذكوان ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، والتوبة معروضة بعد " .

رواه البخاري في الصحيح ، عن آدم بن أبي إياس .

وأخرجه مسلم ، من حديث الثوري وشعبة ، عن الأعمش .

التالي السابق


الخدمات العلمية