الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 5396 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو نصر بن قتادة ، حدثنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي ، [ حدثنا أحمد بن سلمة ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ] ، حدثنا بقية بن الوليد ، قال : دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعام له ، فأتيته ، فجلس هكذا ، وضع رجله [ ص: 516 ] اليسرى تحت أليتيه ، ونصب رجله اليمنى ، ووضع مرفق يده عليها ، قال : ثم قال : يا أبا محمد! تعرف هذه الجلسة ؟ قلت : لا ، قال : " هذه جلسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يجلس جلسة العبيد ، ويأكل أكل العبيد ، خذوا باسم الله ، قال : فلما أكلنا ، قلت لرفيقه : أخبرني عن أشد شيء مر بك منذ صحبته ، قال : نعم ، كنا يوما صياما ، فلما كان الليل ، لم يكن لنا شيء نفطر عليه ، قال : فلما أصبحنا ، قلت له : يا أبا إسحاق! هل لك أن تأتي باب الرستن ؟ فنكري أنفسنا مع هؤلاء الحصادين ؟ قال : وذاك ؟ قال : فأتينا باب الرستن ، فجاء رجل ، فأكراني بدرهم ، قال : قلت : صاحبي ، قال : صاحبك لا حاجة لي في صاحبك ، أراه ضعيفا ، قال : فما زلت به حتى اكتراه بأربعة دوانيق ، قال : فحصدنا يومنا ذلك ، فأخذت كرائي ، فأتيت السوق ، فاشتريت حاجتي ، وتصدقت بالباقي ، فهيأته ، وقربته إليه ، قال : فلما نظر إلي بكى ، قلت : ما يبكيك ؟ قال : أما نحن فقد استوفينا أجورنا ، فليت شعري أوفينا صاحبنا أم لا ؟ قال : فقضيت ، قال : ما يقضيك ؟ أتضمن لي ألا وفينا صاحبنا ، أم لا ؟ قال : فأخذت الطعام ، فتصدقت به ، فهذا أشد شيء ، مر بي منذ صحبته .

التالي السابق


الخدمات العلمية