الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 5094 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا أبو طالب ، حدثنا بقية بن الوليد الحمصي - ح .

[ ص: 337 ] وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا محمد بن الفضل بن جابر السقطي ، حدثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم ، حدثنا بقية بن الوليد ، عن معاوية بن يحيى ، عن سليمان بن موسى ، عن مكحول ، عن غضيف بن الحارث ، عن عطية بن بسر المازني ، قال : جاء عكاف بن وداعة الهلالي ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عكاف ، ألك زوجة ؟ " [ قال : لا ] ، قال : " ولا جارية " ، قال : لا ، قال : " وأنت صحيح موسر " ، قال : نعم ، والحمد لله ، قال : " فأنت إذا من الشياطين ، إما أن تكون من رهبانية النصارى فأنت منهم ، وإما أن تكون منا فتصنع كما نصنع ، فإن من سنتنا النكاح ، شراركم عزابكم ، وأراذل موتاكم عزابكم ، أبالشيطان تمرسون ؟ ما له في نفسه ، سلاح أبلغ في الصالحين من الرجال والنساء ، إلا المتزوجون المطهرون ، المبرؤون من الخنا ، ويحك يا عكاف تزوج ، إنهن صواحب داود ، وصواحب أيوب ، وصواحب يوسف ، وصواحب كرسف " .

قال : فقال عطية : ومن كرسف يا رسول الله ؟ فقال : " رجل من بني إسرائيل على ساحل من سواحل البحر ، يصوم النهار ، ويقوم الليل ، لا يفر من صلاة ولا صيام ، ثم كفر من بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها ، فترك ما كان عليه من عبادة ربه عز وجل ، فتداركه الله بما سلف منه ، يعني فتاب الله عليه ، ويحك تزوج فإنك من المذنبين ، فقال عكاف : لا أتزوج يا رسول الله حتى تزوجني من شئت ، فقال : " زوجتك على اسم الله ، والبركة كريمة بنت كلثوم الحميري " .


لفظ حديث ابن عبدان ، غير أنه قال : عطية بن قيس ، وإنما هو عطية بن بشر أخو عبد الله بن بسر .

[ ص: 338 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية