الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 5285 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أخبرنا أبو منصور النضروي ، حدثنا أحمد بن نجدة ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، حدثني أبي ، عن جابر بن عبد الله ، قال : لقيني عمر بن الخطاب وقد ابتعت لحما بدرهم ، فقال : " ما هذا يا جابر ؟ " قلت : قرم أهلي ، فابتعت لهم لحما بدرهم ، فجعل عمر يردد قرم الأهل ، حتى تمنيت أن الدرهم سقط مني ، ولم ألق عمر .

وروينا هذا عن عمر ، من أوجه في آخر كتاب " فضائل عمر " رضي الله عنه .

قال : الحليمي رحمه الله : وهذا الوعيد من الله تعالى ، وإن كان للكفار ، الذين الذين يقدمون على الطيبات المحظورة ، ولذلك قال : ( فاليوم تجزون عذاب الهون ) .

فقد يخشى مثله ، على المنهمكين في الطيبات المباحة ؛ لأن من تعودها مالت نفسه إلى الدنيا ، فلم يؤمن أن يرتبك في الشهوات والملاذ ، كلما أجاب نفسه إلى واحدة منها دعته إلى غيرها ، فيصير إلى أن لا يمكنه عصيان نفسه في هوى قط ، وينسد باب العبادة [ ص: 463 ] دونه ، وإذا آل الأمر به إلى هذا لم يبعد أن يقال له : ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ) ، فلا ينبغي أن تعود النفس ما يميل بها إلى الشره ، ثم يصعب تداركها ، ولترض من أول الأمر على السداد ، فإن ذلك أهون ، من أن يضرب على الفساد ، ثم يجتهد في إعادتها إلى الصلاح .

التالي السابق


الخدمات العلمية