الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 4759 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، وأبو بكر أحمد بن الحسن ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني معاوية بن صالح ، عن حاتم ، عن مالك بن أبي مريم ، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري [ عن أبي مالك الأشعري ] ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ليشربن أناس من أمتي الخمر ، يسمونها بغير اسمها ، ويضرب على رؤوسهم المعازف ، يخسف الله بهم الأرض ، ويجعل منهم قردة وخنازير " .

[ ص: 118 ] وروينا في هذا المعنى ، عن عطية بن قيس ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن أبي عامر أو أبي مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير ، والخمر ، والمعازف " ، ثم ذكر ما يكون على بعضهم من التبيت ، وعلى بعضهم من المسخ ، ومن ذلك الوجه أخرجه البخاري في الصحيح .

[ ص: 119 ] وروينا عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الله تبارك وتعالى ، حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة " وهي الطبل .

وروي ذلك في حديث عبد الله بن عمرو ، وزاد فهي القنين وهو العود .

قال ابن الأعرابي : " التقنين : الضرب بالقنين ، وهو الطنبور بالحبشية " .

وروينا عن عبد الله بن عمرو ، من قوله : " إن الله تبارك وتعالى إن الله أنزل الحق ليذهب به الباطل ، ويبطل به اللعب ، الزفن ، والزمارات ، والمزاهر ، والكنارات .

والمزاهر : هي العيدان التي يضرب بها ، ويقال في الكنارات : هي [ ص: 120 ] الدفوف " وقال ابن الأعرابي : " يقال في الكوبة : هي الطبل ، ويقال : هي النرد ، ويقال : هي البربط ، وذلك فيما قرأت في كتاب العرنيين " .

التالي السابق


الخدمات العلمية