الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
(38) الثامن والثلاثون من شعب الإيمان " وهو باب في قبض اليد عن الأموال المحرمة ، ويدخل فيه تحريم السرقة ، وقطع الطريق "

قال الله عز وجل : ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ) .

فحرم دفع المال إلى الحاكم ، ليأخذه بحكمه ما لا يستحقه ، إنما يأخذه عالما بالإبطال من نفسه .

وقال في الأخذ باليمين الفاجرة : ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) .

وقال في ذم اليهود : ( وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل ، وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما ) .

وعظم أمر التطفيف فقال : ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) .

وقال : ( وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ) .

إلى غير ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى .

[ ص: 343 ] وقال في القمار : ( وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق ) .

وقال : ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) .

وقال في السرقة : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا ) .

وقال في المحاربة : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ) .

[ 5102 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي ، حدثنا أبو بكر بن أبي العوام ، حدثنا أبو عامر العقدي - ح .

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا أبو عامر ، حدثنا قرة بن خالد ، عن محمد بن سيرين ، حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبي بكرة ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ، فقال : " أي يوم هذا ؟ - أو قال : - " أتدرون أي يوم هذا ؟ ، قال : قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، ثم قال : " أليس يوم النحر ؟ " قلنا : بلى ، قال : " فأي شهر هذا ؟ - أو قال : - " أتدرون أي شهر هذا ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت ، حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، [ قال : " أليس ذا الحجة ؟ " قلنا : بلى ، ثم قال " أي بلد هذا - أو قال : - أتدرون أي بلد هذا ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت ، حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، ] قال : أليس البلدة الحرام ؟ " [ ص: 344 ] قلنا بلى ، قال : " فإن دماءكم وأموالكم ، حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، إلى يوم تلقون ربكم ، ألا هل بلغت ؟ " قلنا : نعم ، قال : " اللهم اشهد ، ليبلغ الشاهد الغائب ، فرب مبلغ أوعى من سامع ، ألا لا ترجعوا بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض " .

التالي السابق


الخدمات العلمية