الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 4830 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محبوب الدهان ، أخبرنا الحسين بن محمد بن هارون ، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر ، حدثنا يوسف بن بلال ، حدثنا محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، في قوله : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) - يعني باطل الحديث بالقرآن - قال ابن عباس : " وهو النضر بن الحارث بن علقمة ، اشترى أحاديث الأعاجم وصنيعهم في دهرهم ، فرواه من حديث الروم وفارس ورستم واسفنديار ، والقرون الماضية ، وكان يكتب الكتب من الحيرة والشام ، ويكذب بالقرآن ، فأعرض عنه فلم يؤمن به " .

وبسط الحليمي رحمه الله الكلام في ذلك : " واحتج بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أخبار كثيرة من النهي عن التشبه بالأعاجم ، وتكلم في بطلان ما يرويه بعض الجهال عن نبينا صلى الله عليه وسلم : ولدت في زمن الملك العادل - يعني أنوشروان - ، وكان شيخنا أبو عبد الله الحافظ قد تكلم أيضا في بطلان هذا الحديث ، ثم رأى بعض الصالحين رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، فحكى له ما قال أبو عبد الله فصدقه في تكذيب هذا الحديث وإبطاله ، وقال : ما قلته قط " .

قال الحليمي رحمه الله : " ولو كان قاله ، لكان إطلاقه بذلك لتعريفه بالاسم الذي كان يدعى به ، لا بوصفه بالعدل والشهادة له به ؛ لأن الفرس كانوا يسمون أنوشروان : الملك العادل ، وبهذا سمي ويعرف فيهم ، والعدل في الحقيقة ، إنما هو في الحكم ، ولا حكم إلا لله عز وجل " .

[ ص: 168 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية