الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ولو قال : ضعوا عنه أوسط نجم من نجومه ، فالنجوم تنطلق على ثلاثة : [ ص: 306 ] على عددها ، وعلى أجلها ، وعلى قدرها ، لكنه إذا قال : أوسطها انطلق الوسط على العدد ، لأنه تعديل ما بين الأول والأخير ، والأول والأخير لا ينطلق إلا على العدد ، فكذلك الوسط فينظر في عدد النجوم ، فإن كانت وترا كالثلاثة وضع عنه الثاني ، وإن كانت خمسة وضع عنه الثالث ، فلا يوضع عنه في وتر النجوم إلا نجما واحدا لأنه يتعدل به ما يبقى في الطرفين ، وإن كانت شفعا لزم إسقاط نجمين ، فإن كانت أربعة أسقط عنه الثاني والثالث ، وإن كانت ستة أسقط عنه الثالث والرابع ، ليصير الباقي في كل واحد من الطرفين مثل الآخر حتى يصح به إسقاط الوسط . ولو قال : ضعوا عنه أطول نجم أو أقصر نجم انطلق على الأجل ، لأن لفظ الطول والقصر ، إنما ينطلق على زمان أو مكان ، وليس في العقد مكان ، فانطلق على الزمان وهو الأجل ، ولو قال : ضعوا عنه أكثر نجم أو أقل نجم انطلق على القدر لرجوع القليل والكثير إليه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية