الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولا لغو على ما يعتقده فظهر نفيه ;

التالي السابق


على ما يعتقده فظهر نفيه يحلف ( ولا ) كفارة في يمين ( لغو ) بفتح اللام وسكون الغين المعجمة متعلقة بماض أو حال وفسرها بقوله يحلف ( على ما ) أي شيء ( يعتقده ) أي يجزم به حال حلفه ( فظهر ) بعد حلفه ( نفيه ) أي مخالفته لاعتقاده فلا كفارة عليه إن كان المحلوف عليه ماضيا اتفاقا أو حالا على المعتمد ، فإن تعلقت بمستقبل فعليه كفارتها فالغموس واللغو إن تعلقتا بماض فلا كفارة فيهما اتفاقا ، وإن تعلقتا بمستقبل كفرتا اتفاقا ، وإن تعلقتا بحال كفرت الغموس دون اللغو . عج :

كفر غموسا بلا ماض تكون كذا لغو بمستقبل لا غير فامتثلا



البناني هذا مقتضى ما ذكره ابن عبد السلام عن مقتضى كلام أكثر الشيوخ في اللغو وعن بعضهم في الغموس ، وقال ابن عرفة والمعروف لا لغو ولا غموس في مستقبل ، وتعليق ابن الحاجب اللغو به لا أعرفه وقبوله ابن عبد السلام ، وقوله يتأتى في المستقبل كالماضي [ ص: 13 ] والحال وأكثر كلام الشيوخ فيهما يرد بأن شأن العلم الحادث تعلقه بما وقع لا بالمستقبل لأنه غيب ، فلا يلزم من ترك الكفارة في حلفه على ما وقع تركها في حلفه جزما على ما لم يقع لعذر الأول وجرأة الثاني . التونسي الأشبه في مستقبل ممتنع كوالله لا تطلع الشمس غدا أنه غموس .

قلت هو ظاهر قولها على تعمد الكذب الصقلي من حلف مهددا بعض أهله مجمعا على الكفارة وعدم الوفاء بيمينه لم يأثم . قلت ظاهره لو كان غير مهدد أثم ا هـ . وقال البرزلي المشهور أن متعلق الغموس واللغو هو الماضي لكن اختار التونسي أن تكون الغموس في المستقبل الممتنع عقلا أو عادة انظر الحط .




الخدمات العلمية