الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 140 ] باب تعجيل الصدقة

( قال الشافعي ) : رحمه الله تعالى أخبرنا مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي رافع { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسلف من رجل بكرا فجاءته إبل من إبل الصدقة قال أبو رافع فأمرني أن أقضيه إياها } ( قال الشافعي ) : العلم يحيط أنه لا يقضي من إبل الصدقة والصدقة لا تحل له إلا وقد تسلف لأهلها ما يقضيه من مالهم وقال صلى الله عليه وسلم في الحالف بالله { فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه } وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحلف ويكفر ، ثم يحنث وعن ابن عمر أنه كان يبعث بصدقة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل الفطر بيومين .

( قال ) : فبهذا نأخذ ( قال المزني ) : ونجعل في هذا الموضع ما هو أولى به { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسلف صدقة العباس قبل حلولها } ( قال الشافعي ) : وإذا تسلف الوالي لهم فهلك منه قبل دفعه إليهم وقد فرط ، أو لم يفرط فهو ضامن في ماله ; لأن فيهم أهل رشد لا يولى عليهم وليس كولي اليتيم الذي يأخذ له ما لا صلاح له إلا به .

التالي السابق


الخدمات العلمية