الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب في ولد المكاتبة .

( قال الشافعي ) رحمه الله : ولد المكاتبة موقوف فإذا أدت فعتقت عتقوا وإن عجزت أو ماتت قبل الأداء رقوا ، فإن جنى على ولدها ففيها قولان : أحدهما : أن للسيد قيمته وما كان له ; لأن المرأة لا تملك ولدها ويؤخذ السيد بنفقته وإن اكتسب أنفق عليه منه ووقف الباقي ولم يكن للسيد أخذه فإن مات قبل عتق أمه كان لسيده وإن عتق بعتقها كان ماله له وإن أعتقه السيد جاز عتقه وإن أعتق ابن [ ص: 436 ] المكاتب من أمته لم يجز عتقه وإنما فرقت بينهما ; لأن المكاتبة لا تملك ولدها وإنما حكمه حكمها والمكاتب يملك ولده من أمته لو كان يجري عليه رق ، والقول الثاني أن أمهم أحق بما ملكوا تستعين به ; لأنهم يعتقون بعتقها والأول أشبههما .

( قال المزني ) الآخر أشبههما بقوله : إذا كانوا يعتقون بعتقها فهم أولى بحكمها . ومما يثبت ذلك أيضا قوله : لو وطئ ابنة مكاتبته أو أمها كان عليه مهر مثلها وهنا يقضي لما وصفت من معنى ولدها .

( قال الشافعي ) وهو ممنوع من وطء مكاتبته فإن وطئها طائعة فلا حد ويعزران وإن أكرهها فلها مهر مثلها .

( قال المزني ) ويعزر في قياس قوله .

( قال الشافعي ) وإن اختلفا في ولدها فقالت : ولدت بعد الكتابة وقال السيد : بل قبل - فالقول قوله مع يمينه . وإن اختلفا في ولد المكاتب من أمته فالقول قول المكاتب .

التالي السابق


الخدمات العلمية