الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال ابن هشام: قتل يومئذ من المسلمين مع محرز ، وقاص بن محرز المدلجي فيما ذكر غير واحد من أهل العلم.

قال ابن إسحاق: ولما تلاحقت الخيل قتل أبو قتادة حبيب بن عيينة بن حصن، وغشاه برده، ثم لحق بالناس، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، فيما قال ابن هشام، فإذا حبيب مسجى ببرد أبي قتادة، فاسترجع الناس، وقالوا: قتل أبو قتادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس بأبي قتادة، ولكنه قتيل لأبي قتادة، وضع عليه برده لتعرفوا أنه صاحبه".

وأدرك عكاشة بن محصن أوبارا، وابنه عمرو بن أوبار، وهما على بعير واحد، فانتظمهما بالرمح فقتلهما جميعا، واستنقذوا بعض اللقاح، وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بالجبل من ذي قرد، وتلاحق به الناس، وأقام عليه يوما وليلة، وقال له سلمة بن الأكوع: يا رسول الله، لو سرحتني في مائة رجل لاستنقذت بقية السرح، وأخذت بأعناق القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني: "إنهم الآن ليغبقون في غطفان" .

فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه، في كل مائة رجل جزورا، وأقاموا عليها، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا حتى قدم المدينة ، وأقبلت امرأة الغفاري على ناقة من إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قدمت عليه فأخبرته الخبر، فلما فرغت قالت: يا رسول الله! إني قد نذرت لله أن أنحرها إن نجاني الله عليها، [ ص: 128 ] قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "بئس ما جزيتها، أن حملك الله عليها، ونجاك بها ثم تنحرينها، لا نذر في معصية الله، ولا فيما لا تملكين، إنما هي ناقة من إبلي، ارجعي إلى أهلك على بركة الله"
.

والحديث عن امرأة الغفاري وما قالت، وما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبي الزبير المكي ، عن الحسن البصري.

وقال ابن عقبة: كان رئيس القوم - يعني المشركين - مسعدة الفزاري، وهو عنده قتيل أبي قتادة، وفيه قوله عليه الصلاة والسلام: "لتعرفوه فتخلوا عن قتيله وسلبه".

ثم إن فوارس النبي صلى الله عليه وسلم أدركوا العدو والسرح، فاقتتلوا قتالا شديدا، واستنقذوا السرح، وهزم الله تعالى العدو، ويقال: قتل أبو قتادة ، قرفة ابن امرأة مسعدة، وأما ابن سعد فقال: وقتل المقداد بن عمرو حبيب بن عيينة بن حصن ، وقرفة بن مالك بن حذيفة بن بدر.

قال ابن عقبة وقتل يومئذ من المسلمين الأجدع محرز بن نضلة قتله أوبار.

كذا قاله، وهو عند ابن سعد: أثار، وعند ابن عائذ: أبار، فشد عكاشة بن محصن فقتل أوبارا وابنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية