الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفد غامد

قال الواقدي : وقدم على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وفد غامد سنة عشر ، وهم عشرة ، فنزلوا في بقيع الغرقد، وهو يومئذ أثل وطرفاء ، ثم انطلقوا إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وخلفوا عند رحلهم أحدثهم سنا ، فنام عنه ، وأتى سارق فسرق عيبة لأحدهم فيها أثواب له .

وانتهى القوم إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فسلموا عليه ، وأقروا له بالإسلام ، وكتب لهم كتابا فيه شرائع من شرائع الإسلام ، وقال لهم : من خلفتم في رحالكم ؟ قالوا : أحدثنا سنا يا رسول الله ، قال : "فإنه قد نام عن متاعكم حتى أتى آت فأخذ عيبة أحدكم ، فقال أحد القوم : يا رسول الله ، ما لأحد عيبة غيري ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : قد أخذت وردت إلى موضعها" .

فخرج القوم سراعا حتى أتوا رحلهم ، فوجدوا صاحبهم ، فسألوه عما خبرهم به رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : فزعت [ ص: 342 ] من نومي ففقدت العيبة ، فقمت في طلبها ، فإذا رجل قد كان قاعدا ، فلما رآني ثار يعدو مني ، فانتهيت إلى حيث انتهى ، فإذا أثر حفر ، وإذا هو قد غيب العيبة ، فاستخرجتها ، فقالوا : نشهد أنه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فإنه قد أخبرنا بأخذها ، وأنها قد ردت ، فرجعوا إلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه ، وجاء الغلام الذي خلفوه فأسلم . وأمر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أبي بن كعب فعلمهم قرآنا ، وأجازهم ، صلى الله عليه وسلم ، كما كان يجيز الوفود ، وانصرفوا .


التالي السابق


الخدمات العلمية