الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وروينا من طريق البخاري: حدثنا محمد بن كثير ، أخبرنا سفيان ، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابرا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: "من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا. ثم قال: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا. ثم قال: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا. ثم قال: إن لكل نبي حواريا وإن حواريي الزبير".

كذا وقع في هذا الخبر، والمشهور أن الذي توجه ليأتي بخبر القوم حذيفة بن اليمان، كما روينا عنه من طريق ابن إسحاق وغيره. قال يعني النبي صلى الله عليه وسلم - : من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم، ثم يرجع؟ يشترط له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة، فما قام رجل من القوم، من شدة الخوف، وشدة الجزع، وشدة البرد، فلما لم يقم أحد، دعاني فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني. فقال: يا حذيفة اذهب فادخل في القوم. وذكر الحديث.

وذكر ابن عقبة ، ومحمد بن عائذ: خروج حذيفة إلى المشركين، ومشقة ذلك عليه، إلى أن قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم فحفظك الله من أمامك ومن خلفك، وعن يمينك، وعن شمالك حتى ترجع إلينا، فقام حذيفة مستبشرا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه احتمل احتمالا،ـ فما شق عليه شيء مما كان فيه.

[ ص: 99 ] وعند ابن عائذ: فقبض حذيفة على يد رجل عن يمينه، فقال: من أنت؟ قال: أنا معاوية بن أبي سفيان، وقبض على يد آخر عن يساره، فقال: من أنت؟ فقال: أنا فلان، وفعل ذلك خشية أن يفطن له، فبدرهم بالسؤال.

وقد روينا في خبر نعيم بن مسعود غير ما ذكرنا.

وقال صلى الله عليه وسلم حين أجلى الأحزاب: "الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم". ذكره البخاري بسنده.

وقال ابن سعد: وأقام عمرو بن العاص ، وخالد بن الوليد في مائتي فارس ساقة لعسكر المشركين وردءا لهم مخافة الطلب، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء لسبع ليال بقين من ذي القعدة.

التالي السابق


الخدمات العلمية