الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وذكر أبو عمر النمري في الاستيعاب: سهيل بن عامر بن سعد فيهم، وأظنه سهل بن عامر الذي ذكرناه، على أنه ذكر ذلك في ترجمتين، إحداهما في باب سهل والأخرى في باب سهيل، والمختلف في قتله في هذه الواقعة مختلف في حضوره، فأرباب المغازي متفقون على أن الكل قتلوا إلا عمرو بن أمية الضمري ، وكعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار، فإنه جرح يوم بئر معونة ومات بالخندق. [ ص: 72 ]

وقال ابن سعد: لما أحيط بهم قالوا: اللهم إنا لا نجد من يبلغ رسولك منا السلام غيرك، فأقرئه منا السلام، فأخبره جبريل عليه السلام بذلك، فقال: "وعليهم السلام" وقال: فقد عمرو بن أمية عامر بن فهيرة من بين القتلى، فسأل عنه عامر بن الطفيل، فقال: قتله رجل من بني كلاب يقال له: جبار بن سلمى، فلما قتله قال: فزت والله، ورفع إلى السماء، فأسلم جبار بن سلمى لما رأى من قتل عامر بن فهيرة، ورفعه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة وارت جثته وأنزل عليين" .

وروينا عن ابن سعد قال: أخبرنا الفضل بن دكين ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عاصم قال: سمعت أنس بن مالك، قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على أحد ما وجد على أصحاب بئر معونة.

وروينا من طريق مسلم، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحا، يدعو على رعل ولحيان وعصية، عصت الله ورسوله.

قال أنس: أنزل الله في الذين قتلوا ببئر معونة قرآنا قرأناه ثم نسخ بعد "أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه" كذا وقع في هذه الرواية، وهو يوهم أن بني لحيان ممن أصاب القراء يوم بئر معونة، وليس كذلك، وإنما أصاب هؤلاء رعل وذكوان وعصية ومن صحبهم من سليم. وأما بنو لحيان فهم الذين أصابوا بعث الرجيع، وإنما أتى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم كلهم في وقت واحد، فدعا على الذين أصابوا أصحابه في الموضعين دعاء واحدا. [ ص: 73 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية