الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أبو عمر: وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الراية للزبير إذ نزعها من سعد.

رجع إلى خبر ابن إسحاق: وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد، فدخل من الليط أسفل مكة في بعض الناس، فكان خالد على المجنبة اليمنى، وفيها أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب. وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين ينصب لمكة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروينا في صحيح مسلم أن أبا عبيدة كان على البياذقة - يعني الرجالة - .

[ ص: 234 ] قال ابن إسحاق: ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة، وضربت له هناك قبة.

وكان صفوان بن أمية ، وعكرمة بن أبي جهل ، وسهيل بن عمرو، قد جمعوا أناسا بالخندمة ليقاتلوا. وقد كان حماس بن قيس بن خالد أخو بني بكر، يعد سلاحا قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلح منه، فقالت له امرأته: لماذا تعد ما أرى؟ قال: لمحمد وأصحابه. قالت: والله ما أراه يقوم لمحمد وأصحابه شيء، قال: والله إني لأرجو أن أخدمك بعضهم، ثم قال:


إن يقبلوا اليوم فما لي عله هذا سلاح كامل وأله


وذو غرارين سريع السله

ثم شهد الخندمة مع صفوان ، وسهيل ، وعكرمة، فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد بن الوليد وناوشوهم شيئا من قتال، فقتل كرز بن جابر الفهري ، وخنيس بن خالد بن ربيعة بن أصرم الخزاعي، وكانا في خيل خالد بن الوليد، فشذا عنه، فسلكا طريقا غير طريقه، فقتلا جميعا. وأصيب من جهينة سلمة بن الميلاء، وأصيب من المشركين قريب من اثني عشر رجلا أو ثلاثة عشر رجلا ثم انهزموا.

وقال ابن سعد: قتل أربعة وعشرون رجلا من قريش وأربعة من هذيل - قال: فخرج حماس منهزما، حتى دخل بيته، ثم قال لامرأته: أغلقي علي بابي، قالت: وأين ما كنت تقول؟ فقال:


إنك لو شهدت يوم الخندمه     إذ فر صفوان وفر عكرمه
واستقبلتنا بالسيوف المسلمه     يقطعن كل ساعد وجمجمه
ضربا فلا تسمع إلا غمغمه     لهم نهيت حولنا وهمهمه


لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه

[ ص: 235 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية