الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قدوم فروة بن مسيك المرادي

قال ابن إسحاق : وقدم فروة على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، مفارقا لملوك كندة ، وقد كان قبيل الإسلام بين مراد وهمدان وقعة ، أصابت فيها همدان من مراد ما أرادوا ، حتى أثخنوهم في يوم كان يقال له : الردم . فكان الذي قاد إلى مراد همدان : الأجدع بن مالك في ذلك اليوم .

وابن هشام يقول : مالك بن حريم . وعن الدارقطني ، وابن ماكولا فيه : حريم بفتح الحاء مكسور الراء المهملتين ، قيل : هو والد مسروق بن الأجدع . حكاه الدارقطني ، وتبعه ابن ماكولا ، وهو مما أنكره الوقشي ، وقال : ليس مالك بن حريم جد مسروق كما زعم ، لأن مالكا من بني دالان بن سابقة بن ناشح بن دافع بن مالك بن جشم بن حيوان بن نوف بن همدان ، ومسروقا من بني معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وداعة بن عمرو بن عامر بن ناشح ، رأيته بخط الأستاذ أبي علي الشلوبين ، وقد أسقط بين جشم بن حيوان ، حاشد بن جشم . كذا هو عند الرشاطي : جشم بن حاشد بن جشم بن حيوان بن نوف .

ولما توجه فروة إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال :


لما رأيت ملوك كندة أعرضت كالرجل خان الرجل عرق نسائها     قربت راحلتي أؤم محمدا
أرجو فواضلها وحسن ثرائها

وقال له رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم ؟" ، قال : يا رسول الله ، [ ص: 322 ] من ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومي يوم الردم ولا يسوؤه ؟ فقال له رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيرا" . واستعمله على مراد وزبيد ومذحج كلها ، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة ، فكان معه في بلاده حتى توفي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .


التالي السابق


الخدمات العلمية