الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
كتاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إلى المنذر بن ساوى العبدي مع العلاء بن الحضرمي بعد انصرافه من الحديبية

ذكر الواقدي بإسناد له عن عكرمة ، قال : وجدت هذا الكتاب في كتب ابن عباس بعد موته ، فنسخته ، فإذا فيه : بعث رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى ، وكتب إليه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام ، فكتب المنذر إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أما بعد ، يا رسول الله : فإني قرأت كتابك على أهل البحرين ، فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه ، ومنهم من كرهه ، وبأرضي مجوس ويهود ، فأحدث إلي في ذلك أمرك ، فكتب إليه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم :

( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، من محمد رسول الله ، إلى المنذر بن ساوى ، سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد : فإني أذكرك الله ، عز وجل ، فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه ، وإنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني ، ومن نصح لهم فقد نصح لي ، وإن رسلي قد أثنوا عليك خيرا ، وإني قد شفعتك في قومك ، فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه ، وعفوت عن أهل الذنوب ، فاقبل منهم ، وإنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ، ومن أقام على يهودية أو مجوسية فعليه الجزية" .
[ ص: 353 ]

أسلم المنذر هذا بكتاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وحسن إسلامه ، ومات قبل ردة أهل البحرين . وذكر ابن قانع أنه وفد على النبي ، صلى الله عليه وسلم . قال أبو الربيع بن سالم : ولا يصح ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية