الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أبو عمر: ذكر عبد الرزاق: ، عن معمر ، عن ثمامة بن عبد الله بن أنيس ، عن أنس بن مالك، أن حرام بن ملحان، وهو خال أنس، طعن يوم بئر معونة في رأسه، فتلقى دمه بكفه، ثم نضحه على رأسه ووجهه وقال: فزت ورب الكعبة.

وقيل: إن حرام بن ملحان ارتث يوم بئر معونة، فقال الضحاك بن سفيان الكلابي - وكان مسلما يكتم إسلامه - لامرأة من قومه، هل لك في رجل إن صح كان نعم المراعي؟ فضمته إليها، فعالجته، فسمعته يقول:


أتت عامر ترجو الهوادة بيننا وهل عامر إلا عدو مداجن     إذا ما رجعنا ثم لم تك وقعة
بأسيافنا في عامر أو نطاعن     فلا ترجونا أن تقاتل بعدنا
عشائرنا والمقربات الصوافن

فوثبوا عليه فقتلوه، والأول أصح.

وقتل يومئذ عامر بن فهيرة، قتله عامر بن الطفيل، من طريق يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: لما قدم عامر بن الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض، حتى رأيت السماء دونه، ثم وضع فقال له: هو عامر بن فهيرة.

وروى ابن المبارك: ، عن يونس ، عن ابن شهاب، قال: زعم عروة بن الزبير أن عامر بن فهيرة قتل يومئذ، فلم يوجد جسده حين دفنوا، يرون أن الملائكة دفنته، رحمه الله، والله أعلم بالصواب.

وممن استشهد يوم بئر معونة عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر الصديق، وهو ابن أربعين سنة، قديم الإسلام، أسلم قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، [ ص: 70 ] والحكم بن كيسان، مولى بني مخزوم ، والمنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح ، وأبو عبيدة بن عمرو بن محصن ، والحارث بن الصمة بن عمرو ابن عتيك بن عمرو بن مبذول ، وأبي بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، وأخوه أنس ، وابن إسحاق ، وابن عقبة يسميانه: أوسا ، والواقدي يقول: أن أنسا هذا مات في خلافة عثمان.

وأبو شيخ ابن أبي بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، وحرام ، وسليم ابنا ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، واسم ملحان مالك، وهما أخوا أم سليم أم أنس بن مالك، وأخوا أم حرام امرأة عبادة بن الصامت، ومالك ، وسفيان ابنا ثابت من الأنصار، من بني النبيت، وذلك مما انفرد به محمد بن عمر الواقدي، لم يوجد ذكر مالك ، وسفيان في شهداء بئر معونة عن غير محمد بن عمر.

وعروة بن أسماء بن الصلت، من بني عمرو بن عوف، من حلفائهم، وقطبة بن عبد عمرو بن مسعود بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار ، والمنذر بن عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة وهو أميرهم.

ومعاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق، وأخوه عائذ، وغير الواقدي يقول: جرح معاذ ببدر، ومات منه بالمدينة ، وقيل في عائذ: مات باليمامة.

ومسعود بن سعد بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق عند الواقدي، وأما ابن القداح فقال: مات بخيبر .

وخالد بن ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر، وقيل: بل قتل خالد بن ثابت بمؤتة.

وسفيان بن حاطب بن أمية بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر ، وسعد بن عمرو بن ثقف، واسمه: كعب بن مالك بن مبذول، وابنه الطفيل، وابن أخيه سهل بن عامر بن سعد بن عمرو بن ثقف ، وعبد الله بن قيس بن صرمة بن أبي أنس بن صرمة بن [ ص: 71 ] مالك بن عدي بن النجار ، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وفيه يقول عبد الله بن رواحة يرثيه:


رحم الله نافع بن بديل     رحمة المبتغي ثواب الجهاد
صابرا صادق اللقاء إذا ما     أكثر القوم قال قول السداد

ذكر هؤلاء المستشهدين: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه (ذيل المذيل) من رواية ابن عبد البر ، عن أبي عمر أحمد بن محمد بن الجسور ، عن أبي بكر أحمد بن الفضل بن العباس الخفاف عنه، ومن أصل أبي عمر بن عبد البر نقلت.

وعند ابن سعد: فيهم الضحاك بن عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار.

وذكر ابن القداح فيهم: عمرو بن معبد بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة من بني عمرو بن عوف، واسمه عند ابن إسحاق: عمرو، وهو عند ابن القداح: عمير.

وذكر ابن الكلبي: خالد بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار في شهداء بئر معونة.

التالي السابق


الخدمات العلمية