الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
المبحث الأول: في بعض أسباب وعوامل

الحروب الصليبية

1- العوامل الاجتماعية والدينية:

عرف المجتمع الغربي عدم الاستقرار بالإضافة إلى القحط وتدهور الحالة الاقتصادية والاجتماعية، كما أن ضغط السلاجقة وتشديدهم على المسيحيين الزائرين للقدس ولد حقدا دفينا على المسلمين، وكان عاملا محرضا على الرغبة في استئصال شأفتهم، بالإضافة إلى خوف القائمين على شؤون الكنيسة على مصيرهم أمام اتساع نطاق الفتوحات الإسلامية. وكانت الكنيسة تستغل هذه المشاعر في التحريض على المشاركة في هذه الحرب باعتبارها مفتاح العفو عن جميع الذنوب السابقة والقادمة. كما عمل الساسة ورجال الدين على إعفاء المشاركين في الحروب الصليبية من دفع ضرائب الأملاك والصدقات الدينية.

2- العوامل السياسية:

أرهبت الفتوحات الإسلامية، الممتدة على طول الشرق والغرب والتي شملت سلطتها الروم الشرقيين وأوروبا الجنوبية وإسبانيا وجنوب إيطاليا وجزيرة صقيلية، أوربا المسيحية بشدة. وعلى ذلك، فإن مؤامرة الغرب وصراعه وثورته المسلحة ضد الإسلام كانت قبل فترة الحروب الصليبية.

وقد منح الوضع الذي كانت الدويلات الإسلامية تعيشه فرصة التخطيط لذلك. فالدولة السلجوقية، وبعد فترة من الازدهار والتقدم، آلت إلى الضعف وأصبحت مجموعة من ملوك الطوائف، وقد زادت النـزاعات بينهم وبين الفاطميين في تعميق هذا الضعف العام [1] . [ ص: 118 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية