الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
الفصل الثالث

معيارية السنة في تحديد (الآخر)

لقد أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم مثلا عاليا في معاملة أهل الكتاب، أبرز صور (الآخر). فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يحضر ولائمهم، ويشيع جنائزهم، ويعود مرضاهم، ويزورهم ويكرمهم، حتى روي عنه أنه لما زاره وفد نجران فرش لهم عباءته ودعاهم إلى الجلوس عليها؛ وروي أنه كان يقترض من أهل الكتاب نقودا ويرهنهم أمتعته، حتى أنه توفي ودرعه مرهونة عند بعض يهود المدينة في دين عليه [1] .

ويتبين من تتبع السيرة العطرة للرسول صلى الله عليه وسلم أنه اهتم مبكرا بتقنين العلاقة مع (الآخر) ووضعها ضمن أولوياته الملحة، التي لا تتحمل الإبطاء، لذلك نجده يعجل بإنجاز ثلاث قضايا مركزية فور وصوله إلى المدينة:

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ وبناء المسجد ليكون للدعوة والصلاة واستقبال الوفود؛ وعقد معاهدة حسن جوار وتحالف دفاعي بين المسلمين وبين اليهود والمشركين، وبذلك تقررت حرية العبادة والدعوة [2] . [ ص: 50 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية