الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

نحو فقه للاستغراب

الدكتور / محمد البنعيادي

الفصل الأول

في معركة المفاهيم والمصطلحات والخصوصية الحضارية

المبحث الأول: في أهمية دراسة المفاهيم والمصطلحات، والخصوصية الحضارية

تنبع أهمية دراسة المفاهيم والمصطلحات في صيغها الحديثة واستخداماتها في الفكر العربي الإسلامي من كونها نتاج العلاقة مع (الآخر)، حيث تلتقي الثقافات والعادات والتقاليد، وتتعانق الهويات والمرجعيات، التي قد يذوب بعضها في بعض، وقد يسيطر بعضها على بعض فتنمحي الخصوصيات والجذور لبعض الثقافـات والحضـارات، لذلك وجب على كل مرجعية أو هوية أو حضارة أن تتميز - دون استعلاء- عن غيرها حتى تحافظ على أسسها ومبانيها ومعانيها وشعاراتها، وإلا كانت الثقافة الواحدة والمرجعية الواحدة هي المسيطرة، وهذا ما حاولت الثقافة الإسلامية أن تحافظ عليه منذ فجر الدولة الإسلامية في مرحـلتها الجنينية إلى يوم الناس هذا. وهذا التميز لم يعن الانكماش والتقوقع على (الذات)، بل كانت الثقافة الإسلامية دوما منفتحة دون إفراط ولا تفريط [1] . [ ص: 30 ]

لقد باتت المسألة المصطلحية ضرورية في عالم التواصل الحضاري من أجل تيسير لغة الحوار الحضاري. إن المسألة المصطلحية ليست هي تعريف اللفظ المصطلح ولا وضع المصطلح المقابل لمصطلح، ولا اقتراح مصطلح جديد لمفهوم جديد ازدان به فراش عالم المصطلح..

والمسألة المصطلحية ليست هي أيضا تعريف علم المصطلح، ولا البحث في قضايا علم المصطلح، ولا دراسة مصطلحات علم المصطلح...

إنما المسـألة المصطلحية – كما يقول الدكتور الشاهد البوشيخي- هي تلكم المسـألة التي تستلزم كل ذلك، وتوظـف كل ذلك وغير ذلك، مما له صلة بذلك في تعريف الذات الحضارية المستعملة للمصطلح:

- ماذا كانت؟

- وماذا هي الآن؟

- وماذا ينبغي أن تكون؟ [2] . [ ص: 31 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية