الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 256 ] السابع والعشرون : في عدد الشهداء : روى الإمام أحمد . والشيخان والنسائي عن البراء رضي الله عنه ، قال : أصابوا - أي المشركون - منا يوم أحد سبعين ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر مائة وأربعة وسبعين قتيلا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى سعيد بن منصور عن أبي الضحى مرسلا قال : قتل يوم أحد سبعون : أربعة من المهاجرين : حمزة ، ومصعب ، وعبد الله بن جحش ، وشماس بن عثمان ، وسائرهم من الأنصار .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن حبان والحاكم والبيهقي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : أصيب يوم أحد من الأنصار أربعة وستون ومن المهاجرين ستة .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحافظ : وكان الخامس سعدا مولى حاطب بن أبي بلتعة ، والسادس ثقف بن عمرو الأسلمي حليف بني عبد شمس .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن قتادة قال : ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهيدا أعز يوم القيامة من الأنصار وقال قتادة : وحدثنا أنس بن مالك قال : «قتل منهم يوم أحد سبعون ، ويوم بئر معونة سبعون ، ويوم اليمامة سبعون » . ونقل الحافظ محب الدين الطبري عن الإمام مالك رحمه الله : أن شهداء أحد خمسة وسبعون من الأنصار ، أو أحد وسبعون .

                                                                                                                                                                                                                              وعن الإمام الشافعي رحمه الله أنهم اثنان وسبعون ، سيرد في العيون أسماء الذين استشهدوا بأحد ، فبلغوا ستة وتسعين - بتقديم الفوقية على المهملة - منهم من المهاجرين ومن ذكر معهم أحد عشر ، ومن الأنصار خمسة وثمانون : من الأوس ثمانية وثلاثون ، ومن الخزرج سبعة وأربعون ، ونقل في العيون عن أبي عمرو عن الدمياطي أربعة أو خمسة ، قال : فزادوا عن المائة ، قال : ومن الناس من يقول التسعين من الأنصار خاصة ، وبذلك جزم ابن سعد ، لكنهم في تراجم الطبقات له زادوا .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية