الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الخامس : قال السهيلي : معنى يضحك الرب أي يرضيه غاية الرضا ، وحقيقته أنه رضا معه تبشير وإظهار كرامة ، وذلك أن الضحك مضاد للغضب ، وقد يغضب السيد ولكنه يعفو ويبقى العتب ، فإذا رضي فذلك أكثر من العفو ، فإذا ضحك فذلك غاية الرضا؛ إذ قد يرضى ولا يظهر ما في نفسه من الرضا ، فيعبر عن الرضا وإظهاره بالضحك في حق الرب تبارك وتعالى مجازا وبلاغة وتضمينا في هذه المعاني في لفظ وجيز؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في طلحة بن البراء : «اللهم الق طلحة يضحك إليك وتضحك إليه» .

                                                                                                                                                                                                                              فمعنى هذه : القه لقاء متحابين مظهرين لما في أنفسهما من رضا ومحبة ، فإذا قيل : ضحك الرب إلى فلان فهي كلمة وجيزة ، تتضمن رضا مع محبة وإظهار بشر وكرامة لا مزيد عليها ، فهي من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              وقال في المطالع : هذا وأمثاله من الأحاديث طريقها الإيمان بها من غير كيف ولا تأويل [ ص: 81 ] وتسليمها إلى عالمها وقائلها .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية