الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10413 - قال: وروي عن ابن أبي لبيد، عن أبي سلمة قال: لما أهبط الله آدم عليه السلام من الجنة، طأطأه، فشكى الوحشة إلى أصوات الملائكة، فقال: يا رب، ما لي لا أسمع حس الملائكة؟ قال: خطيئتك يا آدم، ولكن اذهب فإن لي بيتا [ ص: 381 ] بمكة فائته، فافعل حوله نحو ما رأيت الملائكة يفعلون حول عرشي، فأقبل يتخطى، موضع كل قدم قرية، وما بينهما مفازة، فلقيته الملائكة بالردم، فقالوا: "بر حجك يا آدم، لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام".

10414 - قال الشافعي: أخبرنا سفيان، عن ابن أبي لبيد، عن محمد بن كعب القرظي، أو غيره قال: حج آدم فلقيته الملائكة، فقالوا: بر نسكك يا آدم، لقد حججنا قبلك بألفي عام ". أخبرناه أبو زكريا، وأبو بكر، حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا سفيان، فذكره.

10415 - قال الشافعي في رواية أبي عبد الله: ويحكى أن النبيين صلوات الله عليهم كانوا يحجون، فإذا جاؤوا الحرم مشوا إعظاما له، ومشوا حفاة.

10416 - ولم يحك لنا عن أحد من النبيين، ولا الأمم الخالين أنه جاء البيت أحد قط إلا حراما، ولم يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة علمناه إلا حراما، إلا في حرب الفتح.

10417 - فبهذا قلنا: إن سنة الله في عباده أن لا يدخلوا الحرم إلا حراما.

10418 - ثم ساق الكلام إلى أن قال: إلا أن من أصحابنا من رخص [ ص: 382 ] للحطابين ومن مدخله إياها لمنافع الناس والكسب لنفسه، ثم علق القول فيهم وقطع في "الإملاء" بالرخصة لهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية