الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      روي عن ابن عباس: أنها نزلت بسبب أن اليهود سألت النبي عليه الصلاة والسلام أن يصف لهم الباري عز وجل، وينسبه.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى {أحد} : أول; كقولنا: (اليوم الأحد) ، فلا إبدال فيه ولا تغيير على هذا القول.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن أصله: (وحد) ; فالهمزة بدل من واو.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن الأنباري: أصله: (واحد) ، سقطت منه الألف على لغة من يقول: (وحد) للواحد، وأبدلت الهمزة من الواو المفتوحة; كما أبدلت في (امرأة أناة، ووناة) ، وهو من (ونى يني) ; إذا فتر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: الله الصمد : قال ابن عباس وغيره: {الصمد} : السيد المعظم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 189 ] وقيل: {الصمد} : الذي يقصد إليه في الحوائج.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن ابن عباس أيضا: {الصمد} : الذي لا جوف له، وقال مجاهد، والحسن، وغيرهما.

                                                                                                                                                                                                                                      الشعبي: هو الذي لا يأكل، ولا يشرب.

                                                                                                                                                                                                                                      عكرمة: هو الذي لم يلد، ولم يولد.

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة: هو الباقي الذي لا يفنى.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن: {الصمد} : الدائم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لم يلد ولم يولد : هذا رد على من جعل لله ولدا، سبحانه! وفيه إخبار ببقائه، وأنه لا يفنى; لأن كل مولود فان، وأنه ليس بمحدث; لأن كل مولود محدث.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولم يكن له كفوا أحد أي: لم يكن له أحد نظيرا، ولا مثيلا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية