الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      والقسم الخامس: حرفان يدغم كل حرف منهما في عشرة أحرف زائدة على [ ص: 283 ] مثله; وهما: الدال، والتاء، ويجمع الحروف العشرة أول كل كلمة من كلمات هذا البيت: [من البسيط]


                                                                                                                                                                                                                                      شطت سعاد زمانا ثم تيمها ذكرى صديق جزته ظلما ضررا

                                                                                                                                                                                                                                      فهذه الحروف العشرة تدغم فيها الدال، وتدغم التاء فيها أيضا وفي الطاء، فبالطاء يتم إدغام التاء في عشرة أحرف غير مثلها، فإدغام الدال في الحروف العشرة المذكورة إذا تحرك ما قبل الدال على كل حال، فإن سكن ما قبل الدال، وهي مكسورة، أو مضمومة; أدغمها، وإن كانت مفتوحة، وقبلها ساكن; أظهر، إلا أنه أدغمها في التاء، سكن ما قبل الدال، أو تحرك.

                                                                                                                                                                                                                                      وعنه في بعض هذا الأصل اختلاف، وذلك: داود ذا الأيد [ص: 17]، و لداود سليمان [ص: 30]، و داود زبورا [النساء: 163]، و من بعد ضراء [فصلت: 50]، روي في هذه المواضع الإظهار والإدغام.

                                                                                                                                                                                                                                      وكذلك يدغم التاء في الحروف العشرة المذكورة إذا تحرك ما قبل التاء على كل حال، فإن سكن ما قبلها; أدغمها فيهن إذا انضمت، أو انكسرت، وأظهرها إذا انفتحت، إلا أنه يدغم في الطاء على كل حال، سكن ما قبل التاء، أو تحرك، إلا [ ص: 284 ] قوله: خلقت طينا [الإسراء: 61]; فإنه أظهره.

                                                                                                                                                                                                                                      وحكى ابن جبير في "مختصره" : ولتأت طائفة [النساء: 102]; بالإظهار، واختلف في قوله: الزكاة ثم [البقرة: 83]، و فآت ذا القربى [الروم: 38]، و جئت شيئا [مريم: 27]; فروي الإظهار والإدغام.

                                                                                                                                                                                                                                      فهذا اختصار القول في أصول الإدغام، ثم أختصر القول في علله إن شاء الله، وهو المستعان.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية