الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      والقول في إدغام الذال في الجيم كالقول في إدغام الدال في الجيم، إلا أن الدال أقرب إلى الجيم من الذال.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما لام هل و بل ; فإنها أدغمت عند الحروف المذكورة; لقربها منهن; بسبب الاستطالة التي في اللام; فلذلك أدغمت لام المعرفة في تلك الحروف المذكورة، ولم يدغم نحو: قل صدق الله [آل عمران: 95] وأشباهه; لأن أصل اللام الحركة، والسكون فيها عارض، ولام هل و بل السكون فيها لازم، فكان الإدغام فيها أقوى.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن أظهرها عند النون والضاد، مع إدغامه عند غيرهما; فلأن الضاد ليست من طرف اللسان، وإدغامها في النون قبيح، كذلك قال سيبويه وغيره، وقد بينت ذلك كله في “الكبير”.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن أدغم عند التاء، والثاء، والسين، وأظهر عند الطاء، والظاء، والزاي; جمع بين اللغتين.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 289 ] وفي استقصاء الحروف المختلف فيها طول، وبما قدمته يعتبر القول فيما لم أذكره.

                                                                                                                                                                                                                                      وإدغام أبي عمرو في المثلين والمتقاربين المتحركين راجع إلى القول في إدغام الساكن; لأنه استثقل النطق بحرفين من مخرج واحد، أو متقاربين في المخرج، واختص في المثلين ما هو من كلمتين; لثقله، وخفة الكلمة الواحدة لقلة حروفها، واستثناؤه الموضعين المذكورين من كلمة; جمعا بين اللغتين، واستثناؤه الفعل المنقوص; كراهة كثرة الإعلال فيه، واستثناؤه المشدد; فرارا من الجمع بين الساكنين.

                                                                                                                                                                                                                                      واختياره الإشارة إلى الحركة مع الإدغام; دلالة منه على حال الحرف قبل الإدغام، وليست تلك الإشارة بصوت يسمع، فيمتنع من الإدغام، على أن بعض القراء يذهب إلى أن معنى الإدغام مع الإشارة: الإخفاء; بسبب أن المدغم [ ص: 290 ] حقه أن يكون ساكنا; ليمكن اللسان أن يرتفع عنه وعن المدغم فيه ارتفاعة واحدة; لتداخلهما، ولا يصح أن تحمل الإشارة المروية على أنها روم; لأن الروم صوت مسموع، لا يصح معه الإدغام، إلا على قول من ذهب إلى أن الروم بغير صوت، والإشمام بصوت، على ما ستراه في باب الوقف إن شاء الله.

                                                                                                                                                                                                                                      ووجه إدغامه هو ومن [النحل: 76]، و أن يأتي يوم [البقرة: 254]، وهو لا يدغم الواو والياء الساكنتين: أن الساكنتين إذا أدغمهما; اختلتا بذهاب المد الذي فيهما، والمتحركتين لا مد فيهما يزول بالإدغام.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية