الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فأما الهمزة التي يأتي بها قالون بعد اللام في عادا الأولى ; فإن قدرتها مؤنثة (الأول); فأصل (أولى): (وولى)، فقلبت الواو الأولى همزة; لانضمامها، واجتماع واوين، ثم همزت الواو الثانية حين ألقيت الحركة، على لغة من يهمز كل واو ساكنة انضم ما قبلها، حسب ما قدمناه في قراءة من همز: (السوق)، وقد قيل: إن اشتقاق (أولى) من (وأل)، فمذكره: (أوأل)، ومؤنثه: (وؤلى)، فقلبت الواو همزة، فاجتمعت همزتان، فأبدلت الثانية واوا، فلما ذهبت الأولى حين نقلت حركتها; أرجعت الثانية.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما وجه السكوت على الساكن; فهو أنه إذا كان قبل الهمزة ساكن [ ص: 231 ] سالم; كانت الهمزة معرضة للحذف; بتقدير إلقاء حركتها على الساكن، [فسكت على الساكن]; ليتأكد تحقيق الهمزة بانفصالها منه، ولأن الهمزة ثقيلة تخرج بكلفة; كما تقدم، وأمكن ما تخرج إذا كانت مبتدأة.

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا كان قبلها حرف مد ولين; فالمدة تقوم مقام الحركة، فاستغنى عن السكوت، ومن سكت على حروف المد واللين; فلخفائهن عند الهمزة، ففرق بينهن، ولأنهن قد تلقى على الواو والياء منهن الحركة، فيكون حكمهن حكم حروف السلامة، [وجاء أيضا إلقاء الحركة على الألف، وقلبها همزة متحركة، وعليه قراءة من قرأ: {ولا الضألين} [الفاتحة: 7] ].

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية