الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وأمال هشام عن ابن عامر الراء من الر [يونس: 1]، و المر [الرعد: 1]، والياء من كهيعص [مريم: 1]، و إناه [الأحزاب: 53]، ومشارب [يس: 73]، و آنية في (الغاشية) [5]، و عابد و عابدون في (سورة الكافرين) [3، 4]، وفتح ما سوى ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وأمال ابن ذكوان عن ابن عامر الراء من الر ، و المر ، والياء من كهيعص ، و فزادهم الله في أول (البقرة) [10]، و شاء [البقرة: 20]، و جاء [النساء: 43] حيث وقعا، و المحراب [آل عمران: 39] إذا كان مجرورا، و هار [التوبة: 109]، و التوراة [آل عمران: 3] حيث وقعت، والحاء من حم [غافر: 1]، و أدراك [الحاقة: 3]، و أدراكم [يونس: 16] حيث وقع، والراء والهمزة من رأى [الأنعام: 76]، فإن لقيه ساكن; فتحهما، وفتح ما سوى ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وأمال أبو بكر عن عاصم في رواية يحيى عنه: رمى [الأنفال: 17]، و أدراك [الحاقة: 3]، و أدراكم [يونس: 16]، و هار [التوبة: 109]، و ران [المطففين: 14]، [ ص: 248 ] و أعمى في الموضعين في (بني إسرائيل) خاصة [الإسراء: 72]، والهمزة من ونأى بجانبه دون النون في (بني إسرائيل) خاصة [الإسراء: 83]، و سوى [طه: 58]، و سدى [القيامة: 36] في الوقف، والراء والهمزة من رأى [الأنعام: 76]، فإن لقيه ساكن; أمال الراء، وفتح الهمزة، وأمال كل ما جاء على حرفين من حروف التهجي التي في أوائل السور، وفتح ما سوى ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      فهذه إمالة الرواة المستعملة رواياتهم عن القراء السبعة في الألفات، وما سوى ذلك; فمذكور في “الكبير”.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما إمالة ما قبل هاء التأنيث; فكان الكسائي -في المختار من رواية حذاق رواته- يميل الفتحة التي قبلها نحو الكسرة; نحو: حبة [البقرة: 261]، و جنة [البقرة: 265]، ونظائرهما، إلا أن يقع قبلها أحد حروف جملتها أربعة عشر حرفا، فمن هذه الحروف عشرة تمنع من الإمالة على كل حال; وهي: حروف الاستعلاء السبعة، والحاء، والعين، والألف، ومنها أربعة يعتبر ما قبلها; وهي: الهمزة، والكاف، والراء، والهاء، يجمعها قولك: (أكره)، فإن انفتح ما قبل هذه الحروف، أو انضم، أو كان ألفا، أو واوا ساكنة، أو حرفا ساكنا من حروف السلامة قبله فتحة أو ضمة; وقف بالفتح; نحو: التهلكة [البقرة: 195]، و براءة [ ص: 249 ] [التوبة: 1]، و امرأة [النساء: 12]، و عسرة [البقرة: 280]، و فترة [المائدة: 19]، وإن انكسر ما قبل هذه الحروف، أو كان ياء ساكنة، أو ساكنا سالما قبله كسرة; أمال; نحو: ناظرة [القيامة: 23]، و كثيرة [البقرة: 245]، و وجهة [البقرة: 148]، إلا أن يكون الساكن مطبقا; فيفتح; نحو: فطرت [الروم: 30].

                                                                                                                                                                                                                                      ووافق الكسائي في هذا الأصل من ذكرناه في “الكبير”، ومنهم من لم يعتبره، وقد أخذ بذلك الكسائي، والذي قدمته هو المشهور.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما اللامات; فالقراء مجمعون على ترقيق اللام على أي حال كانت، إلا أن ورشا - في المشهور عنه- كان يفخم اللام المفتوحة إذا كان قبلها صاد، [أو طاء]، أو ظاء; نحو: الصلاة [البقرة: 3]، [ و الطلاق ] [البقرة: 227]، و ظلموا [البقرة: 59]، إلا أن ينكسر ما قبلها; فيرقق; نحو: وحصل [العاديات: 10]، ويرقق ما سوى ذلك، وعنه رواية أخرى فيها اعتبار كثير، قد ذكرتها في “الكبير”.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما الراءات; فما تقدم منها في أصول الإمالة; لم أعده، وأذكر ههنا ما سوى ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 250 ] فالقراء مجمعون على ترقيق [كل راء مكسورة على كل حال، وعلى ترقيق] الراء الساكنة إذا انكسر ما قبلها، أو جاءت بعدها ياء; نحو: فرعون [البقرة: 49]، و مريم [البقرة: 87]، ما لم تكن الكسرة عارضة، فلا يعتد بها; نحو: اركب معنا [هود: 42].

                                                                                                                                                                                                                                      وكذلك إن جاء بعد المكسور ما قبلها مستعل; فخمت; نحو: فرقة [التوبة: 122]، ما لم تقع بين كسرتين; فترقق; نحو: كل فرق [الشعراء: 63].

                                                                                                                                                                                                                                      وفخموا [ما سوى ذلك من الراءات المتحركة والسواكن، إلا أن يقفوا عليها وهي متطرفة; فيكون] حكمها حكم الساكنة، إلا في المواضع التي يدخلها الروم لمن هو مذهبه، فيستوي فيه حكم الوصل والوقف; إذ الروم بعض حركة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 251 ] وخرج ورش عن سائر القراء في ترقيق الراءات فيما قرأت به بما سأذكره إن شاء الله، فأول ذلك: أنه وافق القراء فيما تقدم ذكره في الراء الساكنة، وزاد: المرء وقلبه [الأنفال: 24]، و المرء وزوجه [البقرة: 102]، باختلاف عنه في ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      ورقق الراء المضمومة إذا انكسر ما قبلها، أو كان ياء ساكنة، أو ساكنا غير الياء قبله كسرة، واستثنى بعض الرواة عنه من ذلك قوله: عشرون [الأنفال: 65]، وقوله: إلا كبر ما هم ببالغيه [غافر: 56].

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية