الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5910 ) فصل : ويصح الاستثناء من الاستثناء . ولا يصح منه في الطلاق إلا مسألة واحدة ، على اختلاف فيها ، وهي قوله : أنت طالق ثلاثا إلا اثنتين إلا واحدة . فإنه يصح إذا أجزنا استثناء النصف ، فيقع به طلقتان . فإن قيل : فكيف أجزتم استثناء الاثنتين من الثلاث ، وهي أكثرها ؟ قلنا : لأنه لم يسكت عليهما ، بل وصلهما بأن استثنى منها طلقة ، فصار عبارة عن واحدة . وإن قال : أنت طالق ثلاثا إلا ثلاثا إلا اثنتين . لم يصح ; لأن استثناء الاثنتين من الثلاث لا يصح ; لأنهما أكثرها ، واستثناء الثلاث من الثلاث لا يصح ; لأنها جميعها . وإن قال : ثلاثا إلا ثلاثا إلا واحدة . لم يصح ، ووقع ثلاث ; لأنه إذا استثنى واحدة من ثلاث ، بقي اثنتان ، لا يصح استثناؤهما من الثلاث الأولى ، فيقع الثلاث .

                                                                                                                                            وذكر أبو الخطاب فيها وجها آخر ، أنه يصح ; لأن الاستثناء الأول يلغو ; لكونه استثناء الجميع ، فيرجع قوله : إلا واحدة إلى الثلاث المثبتة ، فيقع منها طلقتان . والأول أولى ; لأن الاستثناء من الإثبات نفي ، ومن النفي إثبات ، فإذا استثنى من الثلاث المنفية طلقة ، كان مثبتا لها ، فلا يجوز جعلها من الثلاث المثبتة ; لأنه يكون إثباتا من إثبات . ولا يصح الاستثناء في جميع ذلك إلا متصلا بالكلام ، وقد ذكر في الإقرار . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية