الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5983 ) فصل : فإن قال : أنت طالق إلا أن يشاء الله . طلقت ، ووافق أصحاب الشافعي على هذا في الصحيح من المذهب ; لأنه أوقع الطلاق . وعلق رفعه بمشيئة لم تعلم . وإن قال : أنت طالق إن لم يشأ الله . أو : ما لم يشأ الله . وقع أيضا في الحال ; لأن وقوع طلاقها إذا لم يشأ الله محال ، فلغت هذه الصفة ، ووقع الطلاق . ويحتمل أن لا يقع ، بناء على تعليق الطلاق على المحال ، مثل قوله : أنت طالق إن جمعت بين الضدين . أو : شربت الماء الذي في الكوز . ولا ماء فيه . وإن قال : أنت طالق لتدخلن الدار إن شاء الله . لم تطلق ، دخلت أو لم تدخل ; لأنها إن دخلت ، فقد فعلت المحلوف عليه ، وإن لم تدخل ، علمنا أن الله لم يشأه ; لأنه لو شاءه لوجد ، فإن ما شاء [ ص: 359 ] الله كان .

                                                                                                                                            وكذلك إن قال : أنت طالق لا تدخلي الدار إن شاء الله . لما ذكرنا . وإن أراد بالاستثناء والشرط رده إلى الطلاق دون الدخول ، خرج فيه من الخلاف ما ذكرنا في المنجز . وإن لم تعلم نيته ، فالظاهر رجوعه إلى الدخول ، ويحتمل أن يرجع إلى الطلاق .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية