الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أهمية الإيواء

واستنادا إلى معاني الإيواء ومظاهره، يتضح دور الإيواء، وأهميته في الأمة التي يوجهها روح هـذا العصر، وتتجلى هـذه الأهمية فيما يلي:

أولا: الأمة التي يوجه الحياة فيها عنصر الإيواء، أمة مفتوحة الأبواب للمؤمنين من جميع الأجناس، فليس هـناك حواجز مادية، ولا عوائق قانونية، مما تفرزه روابط الدم والإقليم، بل تكون جنسية المسلم هـي عقيدته، وبها فقط تتحدد مكانته الاجتماعية، وتتيسر إقامته ونشاطاته.

ثانيا: حين يوجه الإيواء ممارسات الأمة، يرتاح الناس من أسباب الصراع الطبقي والعنصري، ولا تظهر مظاهر هـذا الصراع ومضاعفاته، ويتوفر لكل إنسان فرص الاستقرار الاجتماعي والفكري والنفسي، ويتوفر له الزواج، وتكوين الأسرة والمأوى الذي يقيه من غوائل البر والحر والتشرد، ويمنحه الستر والراحة.

ثالثا: والأمة التي يوجه علاقاتها الإيواء تتمحور قيمها الاجتماعية حول المظهر الاجتماعي للعبادة، وتتوفر فيها الضمانات والخدمات العامة، كالتعليم والصحة وفرص العمل، وغير ذلك، مما يحمي الإنسان من: الجهل، والمرض، والفقر، وآثار الحوادث، والشيخوخة، والنوازل المختلفة.

رابعا: حين تسود قيم الإيواء في الأمة، تتمحور قيمها الإدارية حول الإعداد والتخطيط، بدل الارتجال والتفريط، وتعد للمستقبل عدته، وبذلك تحفظ مجتمعها من الأزمات، وحضارتها من الانحطاط والانهيارات.

خامسا: حين يشكل الإيواء بعض مكونات الأمة ويغذي دعائمها، لا تسمح بارتفاع الأسعار ارتفاعا ينسف مفهوم الإيواء، ويطرد الأفراد في هـجرات معاكسة إلى الخارج. فلا سماح أبدا بزيادة النفقات عن الدخول، ولا تترك للاحتكار والاستغلال منفذا ليهز أركان الأمة ويضعف تماسكها وروابطها.

التالي السابق


الخدمات العلمية