الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
مسؤولية التربية إزاء عنصر الإيواء

تتجلى مسؤولية التربية الإسلامية إزاء عنصر الإيواء في الأمور التالية:

الأول: بلورة مضامين مظاهر الإيواء التي مرت في البحث، حسب مقتضيات التطور الاجتماعي الذي تمر به الأمة، زمانا ومكانا، وترجمتها إلى تطبيقات عملية حسب الحاجات والتحديات.

والثاني: إفراز المؤسسات العلمية التي تطور مضامين الإيواء، إلى علوم متخصصة، تنمو وتتشكل حسب حاجات الزمان والمكان. [ ص: 82 ]

والثالث: اقتراح المؤسسات الإدارية والتنفيذية التي تضمن تجسيد عنصر الإيواء في شبكة علاقات اجتماعية تهتدي بالأصول الإسلامية، مع مراعاة الاستفادة من مظاهر الحكمة عند الآخرين، والتجاوب مع الشئون المتجددة.

والرابع: تعميق الولاء لعنصر الإيواء ومؤسساته وتطبيقاته، والغيرة عليها كلها من عدوان المتسلطين أو المحتكرين، إلى درجة الغيرة على الأعراض والحرمات؛ لأن في غياب الإيواء ومؤسساته وتطبيقاته، تعريض الأعراض للامتهان، والحرمات للتدنيس.

والخامس: تطوير علم اقتصاد إسلامي يبدأ بنصيب الآخرة، ويمر بنصيب الدنيا، كما قال معاذ بن جبل ، وبذلك تبرز نظريات وتطبيقات اقتصادية تتطابق مع أصول الإيواء في القرآن والسنة، وتفنيد النظريات الاقتصادية التي تبدأ بنصيب الدنيا وتضر بنصيب الآخرة، وتشيع الاحتكار والرأسمالية، ومضاعفاتها في الطبقية، والترف والفقر، والتلاعب بالأسعار والمضاربات، وغير ذلك من تطبيقات الدارونية الاجتماعية، التي يتصف بها الاقتصاد الحديث.

والسادس: تطوير مفهوم إسلامي للعمل، يحتقر العجز والكسل، ويحارب الاحتيال والجشع، ويثمر السعادة بالعيش، والاستمتاع بالعلاقات والمعاملات. [ ص: 83 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية