الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
الطور الثالث: طور الولاء للأسرة

تنتقل الأمة إلى هـذا الطور، حين تصبح المثل الأعلى، الذي يوجه حياة الأمة وعلاقاتها  بمزيد من الانحسار وتصبح حقيقته هـي: دوران الأفكار والأشياء في فلك أشخاص الأسرة

واتصاف المثل الأعلى بهذه الصفة يؤدي إلى انحسار محور الولاء من دائرة العشيرة أو الطائفية أو دائرة الأسرة، مما يهيئ أيضا لانحسار عناصر: الإيمان، والهجرة، والجهاد، والإيواء، والنصرة، إلى دائرة الأسرة لتستمد مضامينها منها وتتفاعل معها، وتكون المحصلة النهائية لهذا الانحسار كله هـي تغير محتويات عناصر الأمة لتصبح معادلتها كالتالي: الأمة = الولاء الأسري (إيمان + هـجرة ومهجر + جهاد ورسالة + إيواء + نصرة) = تعصب أسري + هـجرة أسرية + كد أسري + نصرة أسرية.

حيث ينحسر محور الولاء من دائرة أشخاص العشيرة أو الطائفة أو الإقليم أو الحزب، إلى دائرة الولاء لأشخاص الأسرة، ويصبح الطابع العام المثل الأعلى الذي يوجه الحياة العامة هـو: دوران الأفكار والأشياء في فلك أشخاص الأسرة.

أما دائرة العشيرة، أو الطائفة، أو الحزب، أو الإقليم، فتتحول إلى صلة نفاق [ ص: 125 ] ومجاملات لا صلة ولاء، أي تنضم إلى مخزون أرصدة الأفكار والقوم، لتنفق مثلهما عند الحاجة من أجل محور الولاء للأسرة، بينما تحول دائرتها - أي دائرة العشيرة ونظائرها - إلى منطقة جفاف اجتماعي لا يعود الذين يبقون على الولاء لها إلا بالخبرات السلبية، والإحباطات، ومشاعر الخيبة، والعدمية.

وفي هـذا الطور تتفاعل مضاعفات مرض الأمة، وتؤدي إلى مزيد من المضاعفات المرضية في مستوى التفاعل مع الخبرات الاجتماعية والكونية، وفي القدرات العقلية، وفي مستوى التفاعل مع أفكار الرسالة.

التالي السابق


الخدمات العلمية