الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
الطور الثاني: طور للعشيرة ونظرائها (كالطائفة، أو الحزب أو الإقليم)

وتحول الأمة إلى وحدات قومية متنافسة، ينقل عدوى التنافس داخل كل قومية، أي بين قبائلها وطوائفها؛ الأمر الذي يؤدي إلى انحسار محور الولاء من دائرة القوم إلى دائرة العشيرة أو الطائفة أو الإقليم أو المذهب أو الحزب. مما يهيئ إلى انحسار المثل الأعلى الموجه للحياة لتصبح حقيقته هـي: دوران الأفكار والأشياء في فلك أشخاص العشيرة أو الطائفة أو الحزب أو الإقليم أو المذهب.

واتصاف المثل الأعلى بهذه الصفة يؤدي إلى انحسار عناصر الأمة - أي عناصر: الإيمان، والهجرة، والجهاد والرسالة، والإيواء، والنصرة - من دائرة القوم إلى دائرة [ ص: 124 ] العشيرة أو نظائرها، واستبدال مضامينها القومية بمضامين عشائرية، أو طائفية، أو إقليمية، أو مذهبية، أو حزبية، ثم تكون نتيجة هـذا الانحسار هـي تغير تركيب الأمة لتصبح معادلته كالتالي: الأمة = الولاء للعشيرة (إيمان + هـجرة ومهجر + جهاد ورسالة + إيواء + نصرة) = حمية عشائرية + هـجرة عشائرية + جهاد ومصالح عشائرية + إيواء عشائري + نصرة عشائرية.

ومثله معادلات الطائفة، أو الإقليم، أو الحزب، أو المذهب.

وفي طور الولاء للعشيرة (أو الطائفية أو الإقليم أو الحزب) تتعدد محاور الولاء في الأمة، طبقا لتعدد العشائر أو الطوائف أو الإقليم أو الأحزاب المكونة للأمة. أي أن الأمم القومية المتجمعة في بالون الأمة، تمارس مزيدا من الانقسامات، فتتحول إلى أمم عشائرية أو طائفية، تتنافس داخل إطار بالون أمة الرسالة، وتضغط عليه لتمزقه، ولذلك تحدث مضاعفات مرضية في التربية والاجتماع.

التالي السابق


الخدمات العلمية