الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن وهبها له رجل جاء الثواب ، فتغيرت الدار في يدي الموهوب له ، ثم أثابه الموهوب له بأكثر من قيمة الدار أضعافا ، أيقال للشفيع خذ بجميع ذلك أو دع أو يأخذها الشفيع بقيمتها ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لم أسمع من مالك فيه شيئا ، ولكن أرى أن يأخذها بجميع ما أثابه به ; لأن الناس إنما يهبون الهبات للثواب رجاء أن يأخذوا أكثر من قيمة ما أعطوا ، وإنما رجعوا إلى القيمة حين تشاحوا بعد تغيير السلعة . ألا ترى أن الهبة لو كانت على حالها لم تتغير ردت إلا أن يمضيها الواهب بغير شيء . ولو كانت عند الناس هبة الثواب إنما يطلبون بها كفاف الثمن لما وهب أحد لثواب ، ولحملها على وجه السوق فانتقد الثمن ، ولكنهم رجوا الفضل في ذلك عند أهل الفضل . قلت : أرأيت إن وهبت ، شقصا في دار رجاء الثواب ، فقال الشفيع : أنا آخذها الساعة بالقيمة أيكون ذلك للشفيع ؟

                                                                                                                                                                                      قال [ ص: 246 ] قال مالك : من وهب هبة رجاء الثواب ، لم يكن للشفيع أن يأخذها بالشفعة إلا بعد الثواب .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية