الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت التغليظ في قول مالك على أهل الورق والذهب كيف هو ؟ قال : ننظر [ ص: 559 ] كم قيمة الثلاثين جذعة والثلاثين حقة والأربعين خلفة . فنعرف كم قيمتهن . ثم ننظر إلى دية الخطأ أخماسا من الأسنان ، عشرين بنات مخاض وعشرين ابن لبون ذكور وعشرين بنات لبون وعشرين حقة وعشرين جذعة ، فننظر كم قيمة هذه . ثم ننظر كم فضل ما بين القيمتين ما بين قيمة دية التغليظ ودية الخطأ ، فيزاد في الدية على قدر ذلك إن كان خمسا أو سدسا أو ربعا . قلت : ولم يذكر لكم مالك أن هذا شيء قد وقت فيما مضى ، ولا يكون لأهل زماننا أن ينظروا في زيادته اليوم ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا ، لم يذكر لنا مالك ذلك . قال : وأرى أن ينظر إلى ذلك في كل زمان ، فيزاد في الدية قدر ما بين القيمتين على ما وصفت لك . وتفسير قول مالك أن ينظر كم دية المغلظة ، فإن كان قيمتها ثمانمائة دينار ودية الخطأ ستمائة ، فالعقل من دية الخطأ الثلث حمل على أهل الدية المغلظة . قلت : فالدية من الورق ، قال : فانظر أبدا ما زادت دية المغلظة على دية الخطأ كم هو من دية الخطأ فاحمله على أهل الذهب والورق ، وننظر كم هو من دية المغلظة وهذا تفسير قول مالك .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وكذلك الجراحات فيما تغلظ فيه .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية