الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن قال : [ ص: 379 ] لفلان عشرة دراهم من مالي ، ولفلان أيضا - رجل آخر - من مالي عشرة دراهم ، والثلث إنما هو عشرة دراهم ، فمات أحدهما قبل موت الموصي ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قد اختلف قول مالك فيها ، كان أول زمانه يقول : إن علم بموته أسلمت العشرة إلى الباقي منهما ، وإن لم يعلم بموته حاص الورثة بها هذا الباقي فيكون للباقي خمسة دراهم . سحنون : وهذه الرواية عليها أكثر الرواة .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : ثم كلمناه فيها بعد ذلك بزمان ، فقال : أرى أن تسلم العشرة إلى الباقي - علم بموته أو لم يعلم - ثم سألته بعد ذلك بأعوام في آخر زمانه فقال : أرى أن يحاص بها الورثة - علم الموصي بموته أو لم يعلم - قال ابن القاسم : وذكر ابن دينار أن قوله هذا الآخر هو الذي يعرف من قوله قديما ، فهذه ثلاثة وجوه قد أخبرتك بها أنه قالها ، وكل قد حفظناه عنه ، وأنا أرى أن الورثة يحاصون بها - علم الميت بموت الموصى له أو لم يعلم - وهو قوله الآخر .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية