الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ذكر الحث على العفو عن الجاني

حدثنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة، حدثنا القعنبي ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: "أتى رجل، فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة، أصلهم ويقطعوني، ويسيئون إلي وأحسن إليهم، ويجهلون علي وأحلم عنهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لئن كان كما تقول، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال من الله معك ظهير ما زلت على ذلك".

قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : الواجب على العاقل توطين النفس على لزوم العفو عن الناس كافة، وترك الخروج لمجازاة الإساءة؛ إذ لا سبب لتسكين الإساءة أحسن من الإحسان، ولا سبب لنماء الإساءة وتهييجها أشد من الاستعمال بمثلها.

ولقد أنشدني منصور بن محمد الكريزي:


سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب وإن كثرت منه إلي الجرائم     فما الناس إلا واحد من ثلاثة
شريف، ومشروف، ومثل مقاوم     فأما الذي فوقي: فأعرف فضله
وأتبع فيه الحق، والحق لازم     وأما الذي دوني: فإن قال صنت عن
إجابته عرضي، وإن لام لائم     وأما الذي مثلي: فإن زل أو هفا
تفضلت، إن الحلم للفضل حاكم



التالي السابق


الخدمات العلمية