الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا بكر بن أحمد الطاحي بالبصرة حدثنا إبراهيم بن عزرة ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن معمر قال: قال الزهري " لو رأيت طاووسا لعلمت أنه لا يكذب ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: اللسان سبع عقور، إن ضبطه صاحبه سلم، وإن خلى عنه عقره، وبفمه يفتضح الكذوب، فالعاقل لا يشتغل بالخوض فيما لا يعلم فيتهم فيما يعلم; لأن رأس الذنوب الكذب، وهو يبدي الفضائح ويكتم المحاسن، ولا يجب على المرء إذا سمع شيئا يعيبه أن يحدث به لأن من حدث عن كل شيء أزرى برأيه، وأفسد صدقه.

وقد أنبأنا أبو خليفة ، حدثنا ابن كثير أنبأنا سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق عن الأحوص عن عبد الله قال " حسب المؤمن من الكذب أن يحدث بكل ما سمع ".

أنبأنا الحسن بن سفيان ، حدثنا حبان بن موسى ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا سفيان ، عن منصور عن سالم بن أبي الجعد قال قال عيسى ابن مريم عليه السلام " طوبى لمن خزن لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته ".

أنشدني محمد بن إسحاق الواسطي :


وإذا الأمور تزاوجت فالصدق أكرمها نتاجا [ ص: 54 ]     الصدق يعقد فوق رأس
حليفه بالصدق تاجا     والصدق يقدح زنده
في كل ناحية سراجا



التالي السابق


الخدمات العلمية