الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أخبرنا محمد بن أبي علي الخلادي ، حدثنا محمد بن المغيرة النوفلي ، حدثنا محمد بن [ ص: 197 ] علي الشقيقي ، حدثنا أبي، عن ابن المبارك، قال: "كان الرجل إذا رأى من أخيه ما يكره أمره في ستر، ونهاه في ستر، فيؤجر في ستره، ويؤجر في نهيه، فأما اليوم فإذا رأى أحد من أحد ما يكره استغضب أخاه، وهتك ستره".

أخبرنا محمد بن سعيد القزاز ، حدثنا محمد بن منصور ، حدثني علي بن المديني ، عن سفيان، قال: "جاء طلحة إلى عبد الجبار بن وائل وعنده قوم، فساره بشيء، ثم انصرف، فقال: أتدرون ما قال لي؟ قال: رأيتك التفت أمس، وأنت تصلي". قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : النصيحة إذا كانت على نعت ما وصفنا تقيم الألفة، وتؤدي حق الأخوة.

وعلامة الناصح إذا أراد زينة المنصوح له أن ينصحه سرا، وعلامة من أراد شينة أن ينصحه علانية، فليحذر العاقل نصحه الأعداء في السر والعلانية. ولقد أنشدني ابن زنجي البغدادي:


فكم من عدو معلن لك نصحه علانية، والغش تحت الأضالع     وكم من صديق مرشد قد عصيته
فكنت له في الرشد غير مطاوع     وما الأمر إلا بالعواقب؛ إنها
سيبدو عليها كل سر وذائع



وأنشدني منصور بن محمد الكريزي:


وصاحب غير مأمون غوائله     يبدي لي النصح منه وهو مشتمل
على خلاف الذي يبدي ويظهره     وقد أحطت بعلمي أنه دغل
عفوت عنه انتظارا أن يثوب له     عقل إليه من الزلات ينتقل
دهرا فلما بدا لي أن شيمته     غش وليس له عن ذاك منتقل
تركته ترك قال لا رجوع له     إلى مودته ما حنت الإبل



التالي السابق


الخدمات العلمية